روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | لا أعيش إلا على ذكرى خطيب

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > لا أعيش إلا على ذكرى خطيب


  لا أعيش إلا على ذكرى خطيب
     عدد مرات المشاهدة: 3154        عدد مرات الإرسال: 0

¤ الاستشارة:

السلام عليكم ورحمةالله وبركاته.

أنا فتاة اكملت دراستي الجامعية بنجاح رغم ما مر علي من صعاب لم اكون خلالها اي اصدقاء لان اهلي متشددين ولا يقبلون بالصداقة سواء فتاة او شاب مثلي مثل إي فتاة كنت احلم برجل كفء يحبني واحبه ويعطيني الحنان والامان، وكنت اصبر نفسي بان هذا الرجل سيكون زوج المستقبل ولن التقي معه الا عندما ياتي من الباب مرت سنتة على تخرجي ثم حصلت على عمل مؤقت عملت وكنت سعيدة لان إهلي قبلوا بالامر بعد الحاح مني وعسر. القصة إنه أتى شاب من معارف العائلة لخطبتي فرحت وقبلت لان جميع الناس شهدوا له بحسن السلوك والخلق حتى اهلي لم يلحظوا اي شيء سيء عليه.

تمت مراسيم الخطبة كنا نتواصل بالهاتف فقط لان اهلي منعوه من زيارتي في المنزل أو حتى اراه كما انه كان يعمل في مدينة غير مدينتي دامت فترة الخطبة 6 أشهر كانت اجمل ايام عمري فيها الحلو المر أحبني وأحببته كان واقف معي في جميع ظروفي كما انه شجعني بإكمال دراستي العليا مع ان اهلي رفضوا ذلك، كما شجعني على العمل احسست فيه حبه لي وحبه للمراة التي لديها اهداف افرحني هذا كثيرا مع العلم ان هذا الشاب مستواه الدراسي محدود، وفي احد الايام ذهبت لإجتياز إمتحان في الماجستير مع علمه بالامر لكن لم أُوفق فإتصل بي وصار يقول لي أن الا أُعيد الإمتحان، وأن أتوقف عن العمل عندما نتزوج.

إنصدمت وقتها وصرت ابكي واقول ماالذي غيرك وما بك ما السبب وراء هذا فرد انه يريد ذلك وفقط بقي مدة من الزمن وان احاوله وقبلت في الاخير ويا ليتني لم اقبل لانه بمجرد نطقي كلمة نعم حتى ثارت ثائرته، وصار يصرخ لماذا تقبلي بهذا وانت تذلين نفسك من اجل الزواج وكيف تتخلين على اهدافك ووووو

فصمت برهة ثم قلت له قبلت لانني احبك ولكن من اليوم لا انت تصلح لي ولا انا اصلح لك فبقي ساكتا فاعدت كلامي فقال هذا رايك فقلت له اخبر اهلك واقفلت الخط اتصل بعدها بدقيقة ولم اجبه في اليوم التالي اخبرت اهلي اني اريد فسخ الخطبة لأن الشاب لا يعجبني، ولم اخبرهم بما حدث.

عندما اتصل ابي باهله كانوا لا يعلمون شيئا ففسخنا الخطبة رغم محاولة عائلته الصلح عدة مرات انا الان لم استطع نسيانه ومازلت احبه اتصل بي قبل رمضان وقال انه نادم على مافعل ويريد العيش معي وارجاعي وانه يحبني ولا يستطيع نسياني فأخبرته ان يحضر عائلته لخطبتي قبل لكن امه رفضت بحجة انه تعرضت للاهانة من قبل فطلبت منه الا يعاود الإتصال بي مرة اخرى انا في حيرة من امري ولا استطيع نسيانه اعيش دائما على ذكراه رغم محاولة نسيانه او تقبل شخص اخر في حياتي اسمع كلامه في اذني واتذكر كل رسائله فماذا افعل بالله عليكم، دلوني جزاكم الله خيراو شكرا

رد المستشار: د. محمد سالم إنجيه.

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه ومن سار على دربه إلى يوم الدين، أما بعد/

أختي الفاضلة:

لقد قرأت رسالتك بإمعان ووقفت من خلالها على سمات عنصرك الطيب، وعلى صفاتك النبيلة، وعلو همتك في الدراسة والخلق والمحافظة على القيم، والتقدير للوالدين، وإجلال مكانتهما بتقديم رأيهما، وإستشارتهما، وغير ذلك من الأمور الجليلة التي تمثل تاجا على كل فتاة نبيلة...فثقي في الله أولا وأخيرا واسأليه سبحانه تقدير الذي هو خير لك في دينك ودنياك، ولا تقنطي من رحمة الله...

إن شهادتك العظيمة في خطيبك لها أهميتها في الحرص على تجديد العلاقة به، والبحث عمن يسهم في ذلك من الأقارب والمعارف فضلا عن الوالدين.

لقد قلت إنه: شاب من معارف العائلة...وأن جميع الناس شهدوا له بحسن السلوك والخلق حتى أهلك لم يلحظوا أي شيء سيء... وأن فترة الخطبة كانت أجمل أيام عمرك... وأنه أحبك وأحببته... وأنه كان معك في جميع ظروفك كما أنه شجعك لإكمال الدراسات العليا...

أختي:

إن أفضل وسيلة لمعالجة ما حدث بينكما هي الحوار ومزيد من التواصل بإشراك العائلة لتجاوز المشكل الذي كان السبب فيما حدث، فالحوار الجاد كفيل بإقناع والدته للعدول عن موقفها، فما عليكما إلا مفاتحتها في موضوع الخطبة وتجديدها، وعند موافقتها العمل على إبرام عقد الزواج والمسارعة في بناء بيت الزوجية على هدى من الله وبرهان...

لعلك تدركين أن مرحلة الخطوبة فرصة لبناء التصورات، ومدارسة آفاق العلاقة الزوجية، وتعرف كل طرف على الخصائص العامة للطرف الآخر، ومناقشة القضايا المتعلقة بالأسرة المزمع تأسيسها عبر الحوار المتعقل الذي يتناول قضايا الأسرة واقعا وتوقعا مع الإستفادة من الخبرات القائمة لتأسيسها على الإستقامة والرشد والسداد، بعيدا عن التهور والوقوع في شرك الحديث عن القضايا العاطفية المجردة.

ويظهر من رسالتك أن تقاليد التواصل بين الجنسين في بيئتكم متحكمة، وأنكما تتجاوبان معها إحتراما للمعهود في محيطكما العائلي، وهذا عنصر إيجابي يُحمَد لكما، وأقدر أن هذا المحيط لن يعدم وجود جميل الإعتبار والتقدير لأهل الفضل والجاه من أكابر أسرتيكما، فينبغي إستثمار ذلك من قبل خطيبك ليطلب التدخل لدى والدته ممن له تأثير عليها من أقاربها ووجهاء قومها، فذلك قد يعين في تغيير رأيها، وإعادة موافقتها على تجديد العلاقة بينكما...

وإستعيني بالدعاء والاستخارة للحديث الصحيح: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْد اللَّهِ رَضِي اللَّه عَنْهمَا قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ يَقُولُ «إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ أَرْضِنِي قَالَ وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ» صحيح البخاري.

وإذا قدر الله تمسك والدة خطيبك بموقفها وإصراها على رفض زواجه منك رغم المحاولات، والإتصالات، فلا تدفعيه لمخالفتها وعقوقها، فأنت ما تزالين في حل من أمرك، ولا تزال في الأمر فسحة لك وله، وليست لديك مصلحة في زواج من عاق لوالديه نجاه الله من ذلك..

وتصوري نفسك إلى جنبه وقد رزقتما أولادا، هل تحبين أن يكونوا مخالفين لك؟ عاقين لك؟ لا شك أنك لا ترضين ذلك مطلقا، فإستحضري الصورة بكامل أبعادها، وتجاوزي شطرها الذي قد يسيطر على عقلك الآن، بل فكري في المستقبل يوم تكونين زوجة وأما كيف سيكون سلوكك مع أولادك؟؟

وحاولي توجيه إهتمامك لدراستك، ولقضايا مجتمعية تنسيك تدريجيا التفكير في خطيبك، وعسى أن يعوضك الله خيرا.

قال الحق سبحانه وتعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة:21].

ولا تنسينا من صالح الدعاء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر: موقع المستشار.